دخُلت مصر بكرة
الحاج ابو جمال دخلت بكره على خديجة
أقصدى مصر ..ما خديجة هتبقى أم مصر والحاج جمال هيبقى أبو مصر
ما الدخلة اللى هتم بكرة أخر خطوه عشان يحكم مصر ...أقصد يدخل على مصر
عاوزيناك ترفع راسنا...عشان نفرح بيك ونفتخر بيك أقدام العالم هههه
مش بقلوكوا مصر دى طيبه وشعبها غلبان أهو الحاج جمال هيدخل على مصر وحيبقى يوم وطنى
أسمه عيد دخلة مصر واليوم اللى بيزيدوا بركة عيد ميلاد اللااس الكبير أبوانا الحاج مبارك
حامى حمى الوطن ورافع رأس العرب
مبروك عليكوا يارجاله... دخلت جمال على مصر بكرة ..وهيرفع راسنا
وأهديلوا البتين دول من موقع مصريون بلا حدود
ياجمال ياننوس عيون ماما سوزان
عايز أهنيك وأقولك كمان
حل عن سمانا وكفايانا حرمان
ولو على الإصلاح شوفلك قرد وكمان
وفى الشوارع غنى يالالالى أمان
مصر تفضل عليك ....جربان
الغلبـان
هناك ١٢ تعليقًا:
ثقافة الهزيمة بقلم : غريب المنسى
فى خلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت مصر الى حملة منظمة لنشر ثقافة الهزيمة - The Culture of Defeat - بين المصريين, فظهرت أمراض اجتماعية خطيرة عانى ومازال يعانى منها خمسة وتسعون بالمئة من هذا الشعب الكادح . فلقد تحولت مصر تدريجيا الى مجتمع الخمسة بالمئه وعدنا بخطى ثابته الى عصر ماقبل الثورة .. بل أسوء بكثير من مرحلة الاقطاع , ففى عهد الاقطاع كنا على الأقل نعرف أصل وفصل الباشا .. أما اليوم فطبقة الأغنياء الجدد تختلف تماما .. فهم مجموعة من البثورالاجتماعية التى لانعلم من أين أتت ؟ ولا بأى مظلة هبطت علينا ؟ مجموعة كوماندوز اجتماعى سلبوا ونهبوا واستحلوا جهد المجموع وسخروه لأغراضهم الانتهازية وشوهوا مصر بل وسيطروا على دائرة صنع القرار .. والخيار اذا جاز التعبير !!
وفلسفة ثقافة الهزيمة تعتمد على تدمير الوعى الفطرى والمكتسب لدى المواطن وتحطيم كرامته وتشويشه واقناعه بأنه لايساوى شيئا وعندما يصل اقتناع الانسان الداخلى بأنه صفرا مدمرا, يكون قد تدمر معه كل طاقات الابداع والتفكير التى ولد بها وهى منحة من الله سبحانه وتعالى تنموا وتزدهر فى ظروف متفائلة.. ولذلك نجد نسبة كبيرة من الشعب وبالذات الشباب الذى هو ثروة قومية قد أعلنت اليأس وأصيبت بالتبلد وكل ما يصاحب ذلك من سلبيات .. فلا أمل ولا يحزنون. وعندما تسود ثقافة الهزيمة يهبط معها الفن والابداع ويهبط معها مستوى دخل الفرد ويهبط معها الانتماء ويهبط معها البناء ويموت معها التفائل.. ويهبط معها تقريبا كل شىء يمس التقدم والرخاء الذى هو أساسى للبلد.
وظهرت فى حقبة ثقافة الهزيمة هذه عادات جديدة ومفاهيم جديدة ومعادلات جديدة وحياة جديدة ورموز جديدة على المجتمع وكل الدلائل تؤكد أن مصر تراجعت كثيرا جدا وهى التى كانت فى بداية جيدة فى فترة الستينيات .. فترة العلم والفن والابداع والحلم والأمل ...!!!!! وأعتقد أنه واجبا وطنيا علينا جميعا نحن الذين نجونا من هذه المجزرة الفكرية المدبرة أن نبدأ فى نقاش مشاكلنا الرئيسية بشىء من الترتيب والمنطق وأن نزرع الأمل فى هذا القطاع العريض من أبناء الوطن الذى فقد حب الحياة وحب الغد تحت وطأة تدمير الذات.
هذه دراسة لمشاكل مصرالرئيسية قد أعددتها وتتناول كل مشاكلنا العامة والمستقاة من الواقع وطبقا للمعلومات المتاحة فى الداخل والخارج وسأنشرها تباعا وهى كالتالى:
1- الانفجار السكانى .. وكيف أنها خدعة فيقولون أننا نتكاثر ولايوجد حل وأنها مشكلة مستعصية عن الحل.
2- مشكلة الدخل القومى .. وكيف يسرقونه ويدعون أن هناك عجزا ولاأمل من خروجنا من مشكلة الديون .
3- مشكلة تعمير مصر والتى يعيش سكانها على 4% من مساحتها.
4 - العدالة الاجتماعية .. وأطفال الشوارع والذين يملكون كل شىء .
5 - ضرورة الاتحاد مع السودان لتوفير الغذاء وحماية الأمن القومى المصرى.
6 - رئيس مصر القادم .. شروطه ومواصفاته حتى ترجع مصر الى عهدها السابق كدولة لها وزن اقليمى عربيا وافريقيا.
أتمنى أن تجذب هذه المواضيع آخرين للمشاركة بأرائهم الايجابية وبذلك نحس جميعا باننا مازلنا أحياء لاننا مازلنا نفكر.
ثقافة الهزيمة .. ووهم زيادة السكان
بقلم : غريب المنسى
تتفاوت ثروات الأمم والدول .. فمنها من يملك ثروات طبيعية ومنها من يملك ثروات بشرية ومنها من يملك الاثنين معا. والتاريخ يؤكد مرارا على أن الثروات البشرية هى الدائمه أما الثروات الطبيعيه فهى متغيرة وقد تنضب. وعندما يهب الله دولة ثروات بشرية فهذه ليست نقمة بل هى نعمة اذا ما أحسنا صقلها وتوجيهها فى الاتجاه الصحيح. وكل الدول التى أحرزت باعا فى التقدم قد ركزت على ثرواتها سواء البشرية أو الطبيعية. ومشكلة دول العالم النامى أنها تنظر للطاقة البشرية نظرة قصيرة المدى وتتعامل معها على أساس أنها طاقة عاطلة لاأمل فى استغلالها وبالتالى فهى عبء ينبغى التخلص منه عند أول منحنى فى الطريق. ولكن تجربة الهند فى استغلال طاقاتها البشرية أثبت عكس ذلك تماما .. فلقد غزت الهند العالم فى مجال تكنولوجيا المعلومات وهاهم الهنود يعملون فى كل صقاع المعمورة ويدرون أموال طائلة بالعملة الصعبة لبلدهم. وهى طاقة لن تنضب بل ستتزايد جيلا بعد جيل.
كان عدد سكان مصر فى أول احصائية سكانية سنة 1882 يبلغ 6,711 مليون نسمة ويبلغ الأن حوالى 79 مليون نسمة وحسب تقرير البنك الدولى من المتوقع أن يكون عدد سكان مصر سنة 2050 حوالى 160 مليون نسمة. وذلك معناه أن معدل زيادة السكان فى مصر حوالى 1,9 % سنويا ومتوسط دخل الفرد حوالى 1250 دولار سنويا . وهى زيادة سكانية ليست رهيبة كما تعودنا أن نسمع ونصدق وخاصة اذا ما تمت المقارنة بين مصر ومجموعة الدول التى كانت فى نفس ظروف مصر التنموية خلال الثلاثين عاما الأخيرة وهى الصين والهند وكوريا الجنوبية وتركيا وماليزيا.
الصين يبلغ عدد سكانها 1300 مليون نسمة وتحقق معدل نمو اقتصادى الأن 11% سنويا. والهند 1100 مليون نسمة وتحقق معدل نمو اقتصادى 8% سنويا. وكوريا الجنوبية عدد سكانها 50 مليون نسمة ومتوسط دخل الفرد حوالى 14000 دولار سنويا . وتركيا حوالى 72 مليون نسمة ومعدل زيادة السكان 1,6% سنويا ودخل الفرد 3750 دولار سنويا . وماليزيا حوالى 25 مليون نسمة بمعدل زيادة فى السكان 2,6% ودخل الفرد حوالى 4520 دولار سنويا. أما اسرائيل فعدد سكانها 7 مليون نسمة ومعدل الزيادة السنوى 2,4% ودخل الفرد حوالى 17360 دولار سنويا .
واضح من الاحصائيات أن معدل الزيادة السكانية فى مصر طبيعى جدا.. فلماذا تتذرع الحكومات المصرية المتتابعة وتنسب فشلها فى التخطيط وتوظيف الموارد على هذه الزيادة السكانية الرهيبة من وجهة نظرهم والتى تتدعى الحكومة المصرية أنها تلتهف أى زيادة فى الدخل ؟
كيف وصلت الصين لهذا التقدم الاقتصادى وهى التى عانت من مجاعة فى عهد ماوتسى تونج؟ وأصبح لديها فائض يقدر ب 1400 مليار دولار تستثمره فى الولايات المتحدة. وتركيا التى تنفق 30 مليار دولارعلى استيراد البترول حققت نمو اقتصادى يفوق مصر بمراحل فى حين أن مصر لاتستورد بترول بل تصدره . وتنفق تركيا على جيشها الذى هو ضعف الجيش المصرى حوالى 4,9 % من دخلها القومى فى حين نفقات مصر العسكرية 2,6% من حجم الدخل القومى . الأجابة ببساطة أن هذه الدول وضعت أولويات قومية وخطط علمية واقعية وحازت على ثقة شعوبها ولم تتهرب من مسؤليتها الدستورية بلوم الشعب بأنه يتكاثر عشوئيا كما تفعل الحكومة المصرية.
وحتى نكون صورة شاملة للوضع السكانى فى مصر وربطه بفكرة ثقافة الهزيمة لابد أن أعرض هذا السؤال ..أيهما أفضل للحكومة : أن يكون لديها شعب محطم سيكولوجيا أم شعب متفائل ؟ شعب معظمه تنابلة سلطان أم شعب ديناميكى مقبل على الحياة؟ شعب يثق فى حكومته ويضحى فى سبيل تنفيذ خطط طويلة وقصيرة المدى؟ أم شعب من فرط يأسه لم يعد يسمع ويثق؟ نحن فى حاجة ماسة لرفع معنويات هذا الشعب واعادة ثقته فى حكومته قبل أن نشرع فى أى تخطيط للمستقبل فبدون ثقة الشعب فى حكومته لن يجدى أى تغيير .. وحتى نعيد ثقة الشعب فى نفسه وفى حكومته لابد أن يكون هناك هدف قومى مشترك وحلم قومى مشترك وأن تعمل الحكومة على اعادة هذه الثقة من خلال حملة توعية قومية صادقة.
يعيش الشعب المصرى فى غرفتين وصالة وهذا هو سبب احساس الحكومة بزيادة السكان الوهمى وعليه ينبغى أن نتوسع أفقيا ونقوم بغزو الصحراء الغربية والشرقية بأسلوب علمى جديد فيه شفافية واخلاص وسنتناول ذلك فى موضع أخر بالتفصيل ولكن بعد أن نناقش مصادر الدخل والديون الداخلية والخارجية وما ينبغى علينا أن نفعله اذا ماأردنا أن نكسر حلقة الفقرواليأس المفرغة التى نعيش فيها الأن.
ثقافة الهزيمة..مصر في مهب الريح
فى حديثه بقناة الجزيرة فى سبتمبر 2004 قال الأستاذ محمد حسنين هيكل أنه خلال الثلاثين سنة الأخيرة حصلت مصر على 150 مليار دولارعلى شكل منح وقروض وهبات .. صرف منها حوالى 12 مليار دولارعلى مشاريع البنية الأساسية وستة مليارات دولارعلى مشروع مترو الأنفاق .. ومصيرالمبلغ الباقى غير واضح !!!! أين ذهب هذا المبلغ الضخم وهو " 130 مليار دولار" ؟..... !!! وها نحن الأن كدولة مدينون وحسب آخرتقرير للبنك الدولى بمبلغ 106.6 مليار دولار كديون داخلية و 29 مليار دولار للعالم الخارجى ولا توجد خطة واضحة المعالم عن كيفية سداد هذه الديون. وقبل أن نتعرض لموضوع كيفية سداد الديون لابد من القاء نظرة سريعة على مصادر الدخل الأساسية للدولة المصرية والتى هى فى سبيلها للهبوط : أولا : تحويلات المصريون بالخارج وبالذات من دول الخليج بلغت 6 مليار دولار سنة 2006 . وهذه التحويلات فى سبيلها للهبوط لأن دول الخليج وليبيا بدأت فى برامج جادة يتم من خلالها احلال العمالة الوطنية بدلا من الأجنبية . وكما نعلم جميعا أن العمالة المصرية فى دول الخليج ليست على مستوى تقنى مرتفع وتحتاج الى استثمار لثقلها. ثانيا : صادرات البترول والغاز الطبيعى : تنتج مصر حوالى 274 مليون برميل بترول سنويا واحتياطى مصرمن البترول 3700 مليون برميل وهو احتياطى هزيل وقد يتم استهلاكه خلال عشرة سنوات. أما الغاز الطبيعى فلقد عقدت مصراتفاقيات مجحفة ولمدة خمسة عشرعاما لبيع الغاز الطبيعى لكل من : الأردن واسرائيل وأسبانيا بأسعار تفضيلية ولم نسمع عن مصطلح الأسعار التفضيلية فى بيع الثروات الطبيعية وبالذات من دولة غارقة فى الديون فاسرائيل وأسبانيا ليس لديهم ديون خارجية ومستوى دخل الفرد فى هاتين الدولتين 17.360 دولار فى اسرائيل - 21.530 فى أسبانيا فما حاجتهم لأسعار تفضيلية ؟؟؟؟ أما بالنسبة للأردن فمتوسط دخل الفرد حوالى 2.190 دولار سنويا وهو أعلى من نظيره المصرى .. علما بأن ديون الأردن الخارجيه حوالى 8 مليار دولار. وهنا لابد أن تناقش الحكومة المصرية بلا خجل من جديد هذه الاتفاقيات وقد سبقتنا روسيا وفنزويلا فى ذلك .. فروسيا تفاوضت لرفع سعر الغاز الطبيعى الذى كانت تبيعه لشرق أوروبا وبالذات أوكرانيا بسعر مخفض وهددت بقطعه اذا لم يرتفع السعر!! وفى فنزويلاا أصر شافيز على مناقشة عقود البترول مع الشركات الأجنبية على ضوء الأسعار العالمية المستجدة وقد نجحت روسيا وفنزويلا !!! ثالثا : دخل قناة السويس : وهو حوالى 3.500 مليار دولار سنويا وهو لن يزيد ان لم ينقص بسبب التوسعات الحالية فى قناة بنما والمشروع الاسرائيلى بربط العراق والخليج والاردن بشبكة سكك حديدية والالتفاف حول قناة السويس. رابعا : السياحة وهى مصدر رئيسى للدخل وتجلب حوالى 6.600 مليار دولار سنويا . وهى أيضا متغيرة طبقا للوضع المتذبذب فى الشرق الأوسط والخوف من وقوع هجمات ارهابية. خامسا : المساعدات الأمريكية 2 مليار دولار وهى مساعدات معظمها عينى ومرتبطة بشروط الادارة الأمريكية. وأخيرا علقت الولايات المتحدة جزء من هذه المساعدات تحت بند اخلال مصر بشروط معاهدة السلام الاسرائيلى والذى من أجلها منحت هذه المعونه والفشل المصرى فى مراقبة الحدود المصرية الفلسطينية الأمر الذى جعل حماس تستطيع تهريب سلاح من اتجاه مصر الى غزه وهو سبب واهى الا أنه يؤكد على عدم ثبات هذه المساعدة كبند أصيل فى الاقتصاد المصرى. وهنا يمكن لنا أن نحدد المشكلة فى نقطتان : الأولى : الديون الخارجية. والثانية : قلة الموارد . ولحل مشكلة الديون الخارجية أقترح أن تحاول مصر التفاوض للحصول على اعفاء من ديونها الخارجية .. أقول تحاول!! وهذا لن يتم فى ظل عدم وجود نظام ديموقراطى سليم والقضاء على الفساد والسرقة ووجود عدالة اجتماعية حقيقية فى مصروهذا مطلب أساسى لسقوط الديون من الدول الدائنه.. ولكن يمكن لمصر اسقاط كثيرمن ديونها اذا ما اتبعت الطريقة الصحيحة للتفاوض وهى "استيراتيجية عشرة سنتات على الدولار" ويعرفها جميعا كل من تعامل مع البنوك الغربية ويعانى من صعوبة فى دفع الدين . وبمقتضى هذه الاستراتيجية تدفع مصر ديونها وتتخلص من عبئها فقط بعشرة فى المائه فقط من حجم الديون الكلى .. وهناك مكاتب عالمية كل عملها وتخصصها هو التفاوض لدفع القروض بهذه الطريقة للاشخاص والدول المتعثرة على السواء. وللعلم الجزائر وروسيا استغلوا ارتفاع اسعار البترول وتخلصوا نهائيا من قروضهم المرهقة فلقد دفعت الجزائر 118 مليار دولار لدائنيها منها 34 مليار دولار كفوائد فقط .. وأيضا للتذكرة هناك دولا بلا ديون خارجية اطلاقا وهى : اليابان وكل دول الاتحاد الأوربى واسرائيل . أما مشكلة قلة الموارد فحلها يكمن أولا: فى جذب الاستثمارات الخارجية هل يعقل أن تكون مصر فى المرتبه 141 للدول الجاذبة للاستثمار الخارجى طبقا لتقريرمؤسسة التمويل الدولى التابعة للبنك الدولى من أصل 155 دولة وقد سبقتها كل الدول العربية تقريبا واحتلت السودان المرتبة ال151 ؟؟ فدول مجلس التعاون الخليجى تستثمر 542 مليار دولار فى الخارج حصلت الولايات المتحدة على أكثرمن 300 مليار وأوربا 100 مليار والشرق الأوسط 60 مليار وحوالى 20 ملياراخرى حول العالم . وحجم الاستثمارات السعودية فقط فى الولايات المتحدة يتراوح مابين 400 الى 600 مليار دولار. وأخيرا كان تصريح مدير البنك المركزى الاسرائيلى عن فرص الاستثمارات الخليجية فى اسرائيل بحلول السلام .. كل هذه الاستثمارات الخارجية تمر وتلتف حول مصربسبب سوء الادارة ونصيبنا من الاستثمارات الخارجية فقط حسب تصريحات الوزير غالى ارتفعت فى خلال الثلاث سنوات الأخيرة من 450 مليون دولار الى 11 مليار دولار!!! ثانيا : مشكلة قلة الموارد حلها يكون أيضا فى بيع شركات القطاع العام للمستثمرين المصريين أولا والعرب ثانيا بأسعارعادلة وليست على طريقة البيع للمختارين من المحاسيب وأن توجه حصيلة البيع لسداد الديون الخارجية والتفرغ للتركيز على الثروة البشرية التى طبقا لما سبق هى مستقبل مصرالحقيقى . نعود لربط ما سبق بفكرة ثقافة الهزيمة ونقول أن الثروات الطبيعية غير ثابته وأن حاجة مصرواعتمادها على الثروة البشرية ضرورى وأساسى ولاغنى عنه .. هذه الثروة التى تعرضت فى خلال الثلاثين عاما الأخيرة الى تسمم فكرى متعمد. أخيرا : خطأ فادح أن يتصور البعض أن التقدم يحتاج الى نظام رأسمالى حر فقط !! فالتقدم يحتاج الى حد أدنى من القانون .. والديموقراطية...وعدم وجود ادارة فاسدة ...وهذه هى مشكلة مصر بكل أسف.
ثقافة الهزيمة .. أطفال الشوارع
زيارة الطبيب غير مستحبة عند كثير من الناس .. لأن الطبيب ومن خلال الاشاعات وتحليل الدم سيواجه المريض بمشاكل جسده .. لذلك يتهرب الناس من زيارة الطبيب ومعظمهم لايذهب اليه الا اذا كان فى النزع الأخير .. محمولا على نقالة !! تماما كما فى حالتنا المصرية .. فمعظم الناس تصاب بالاحباط والتشائم عندما تقرأ الارقام والبيانات وهى بمثابة الاشعة الاقتصادية والتى تؤكد أن مصر مصابة بسرطان اقتصادى يمكن لها الشفاء منه فقط اذا ما قمنا بعملية استئصال جزء كبيرمن اللصوص الذين يدعون أنهم ساهرون على راحتها والمجىء بطاقم جديد نزيه ومنتخب ويريد فعلا أن يسهرعلى خدمتها .
فى الواقع هناك اشاعتان طبيتان .. واحدة فى يدنا نحن الغلابة اللذين لانملك من أمرنا شىء والتى تؤكد بوضوح ساطع وجود المرض, والأخرى التى هى فى يد الحكومة والتى تؤكد أن مصرمتعافية وشباب وكل من يقول عكس ذلك فهو حاقد وكاره للوطن الذى بذلنا نحن الحكومة الغالى والرخيص لرفعته !! من نصدق ؟ هل نصدق الحكومة التى لها كل مصلحة فى الاستمرار فى الكذب والسرقة والنهب والتى عندما ستموت مصرسيهربون منها لينعموا بما نهبوا على شواطىء سويسرا .. أم نصدق بعض من الشرفاء الذين ضحوا بوقتهم لكى يجمعوا بعض من الحقيقة المتشابكة والمخفية عن الأعين ؟
مثلا .. مشكلة الأطفال الذين هم نتيجة لمجموعة ظروف خارجة عن ارادتهم .. تشردوا وعانوا ومازالوا يعانون من قسوة الحياة ومع ذلك لايهتز للحكومة شعرة نخوة أو رحمة أو مسؤلية تجاه قطاع من الشعب المفروض أن الدستور يشملهم بعدله لأنهم أقلية لاتملك من أمرها شىء على الاطلاق !! فكل دساتير الدول نصت على حماية الأقليات ومن ضمن هذه الأقليات الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى. تعالوا معا نستعرض الارقام حتى نكون فكرة قوية عن مشكلة أطفال الشوارع والتى هى من المفروض أن تحرك فينا جزء من النخوة والرحمة والشفقة التى صارت تحت الضغوط الاقتصادية متبلده للغاية .
تقديرات البنك الدولى لعام 2006 تشيرالى أن معدل الفقر فى مصر يتجاوز 52% .. أى أن هناك 35 مليون مصرى يعيشون تحت خط الفقر وهناك 6.5 مليون عاطل عن العمل وخصوصا من الشباب وهؤلاء حوالى 27% من قوة العمل فى مصر .. بالأضافة لحوالى 2 مليون طفل هائمين على وجوههم أطلق عليهم أطفال الشوارع.
وتقول دراسة قام بها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط "أن أطفال الشوارع في مصر يواجهون مشاكل وأخطار كثيرة من بينها العنف الذي يمثل الجانب الأكبر من حياتهم اليومية سواء العنف بين مجموعات الأطفال صغيري السن، أو العنف من المجتمع المحيط بهم، أو العنف أثناء العمل. وتظهر البحوث التي تجرى على أطفال الشوارع في مصر تعدد للعوامل التي تؤدي إلى ظهور وتنامي المشكلة، ويتفق أغلبها على أن الأسباب الرئيسية للمشكلة هي الفقر، البطالة، التفكك الأسري، إيذاء الطفل، الإهمال، التسرب من المدارس، عمل الأطفال، تأثير النظراء، وعوامل أخرى اجتماعية نفسية لها صلة بالمحيط الاجتماعي.
واليكم هذا التصريح المتناقض الذى صرح به مسؤل مصرى رفيع المستوى يقول فيه : " لدينا استراتيجية لمواجهة ظاهرة أطفال الشوارع ، لكننا في حاجة لدور استقبال وإيواء ورعاية نهارية وإقامة دائمة وفصول للتعليم وعيادات متنقلة ومطابخ لتقديم وجبه ساخنة، هذا بالإضافة إلى الرعاية الاجتماعية والنفسية من جانب الأخصائيين"... انتهى .
ولقد عانت بلغاريا ورومانيا من مشكلة أطفال الشوارع فى فترة الحكم الشيوعى ولكن بعد سقوط حائط برلين وجدت الدول الأوربية أن وضع كهذا فى أوربا عبارة عن وصمة فى وجهها وبالتالى ساعد الاتحاد الأوربى بلغاريا ورومانيا وتم حل هذه المشكلة من خلال بناء دوراستقبال وإيواء ورعاية نهارية وإقامة دائمة وفصول للتعليم وعيادات متنقلة ومطابخ لتقديم وجبات ساخنة، هذا بالإضافة إلى الرعاية الاجتماعية والنفسية من جانب الأخصائيين.أما نحن فى مصر فنعترف بالمشكلة ونغمض أعيننا آملين أن نصبح يوما ونجدها أختفت من الوجود أو ظهر لها حل سحرى !! ولكن الواقع يقول أنها مازالت موجوده وفى ازدياد .. وبدل من أن نهتم بهذه الثروة البشرية .. نتركها وهى فى حقيقة الأمر 2 مليون مشكلة متنقلة !!
اليوم أقترح اقتراحا قد يساعد فى حل هذه المشكلة وأطلب مساعدتكم فى تنقيح الفكرة ...
أولا : ينبغى علينا أن نبحث عن شخصية مصرية شريفة ومشهود لها بالنزاهة ليتولى الاشراف المشروع القومى الانسانى " مشروع الأخ الكبير " وهو مشروع خارج اطار الحكومة وسيعتمد على الجهود الذاتية .
ثانيا : تخصص الدولة مساحات أرض تتناسب مع هذه الأعداد لاقامة مدن فى الصحراء لايواء واعاشة وتأهيل هؤلاء الأطفال على أن تعتمد هذه المدن على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة وتكون مدن حديثه من حيث التصميم .
ثالثا : نبدأ حملة تبرعات منظمة من الدول العربية والاشخاص على السواء وأن نضيف رسم بسيط على القادمين من الخارج .. على الا تدخل هذه الأموال خزينة الدولة بل تذهب رأسا لحساب مشروع الأخ الكبير البنكى. ولاسيما أن رئيس شركة "مايكروسوفت"، بيل غيتس، قد وقيع اتفاقية شراكة مع حملة "دبي العطاء"، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي، أواخر العام 2007، والتي تستهدف تعليم مليون طفل بعدد من الدول الفقيرة حول العالم.وفى المستقبل يمكن لنا أن نطلب من الحكومة الأمريكية أن تخصص جزء من المساعدات لمصر لصالح هذا المشروع الانسانى .
أطفال الشوارع ياسادة مشكلة سرطانية سنعانى منها جميعا اذا لم نعالجها فورا .. فالأعداد فى تزايد .. والصمت مطبق من جانب الحكومة .. والاشخاص الراغبين فى المساعدة لايعرفون كيف يساعدون ولن يكون هناك حل الا اذا وقف رجل وطنى شهم وأمين وتبنى هذا المشروع لصالح مصر فقط لاغير .. من هو هذا الرجل ؟؟ الله وحده يعلم .
حكمة للتأمل :
قال عمر بن الخطاب : والله اني أخاف أن احاسب على شاة تعثرت فتأتي يوم القيامة تقول أن عمر قد ظلمني بأنه لم يصلح الطريق لى .. فيسألنى الله لماذا لم تصلح لها الطريق ياعمر؟
ثقافة الهزيمة .. أطفال الشوارع مرة ثانية
التماسك الأسرى من ضمن خصال العرب الجيدة والأم المصرية والأب المصرى كانوا ومازالوا جنودا مجهولين فى حياة أولادهم .. يعانون من أجل تعليمهم وتربيتهم تربية صالحة.. الأم المصرية هى حجرالأساس فى الأسرة على مر السنين ,وهى بلا فخرمربية الأجيال وحنانها أسطورى.. وتضحياتها نعرفها جميعا .. اذن مالسبب الذى دفعها الى ترك أطفالها ؟ وهذا ليس أمرا طبيعيا !!
الاجابة ببساطة هو أن السياسة الاقتصادية الخطأ للحكومة المصرية وعدم وجود عدالة اجتماعية فى توزيع الثروة على جميع أبناء الوطن نتج عنه فقر اقتصادى رهيب لشريحة كبيرة من المجتمع وانهارت الطبقة الوسطى.. وهذا مادفع الفقراء للتخلص من أبنائهم وهو تخلص اجبارى .. وليس اختيارى.
فى دراسة أعدها أساتذة كلية العلوم بجامعة المنصورة أكدت أن مائة ألف مصرى يصاب سنويا بالسرطان وحوالى خمسة وثلاثون ألف مصرى يصاب بالفشل الكلوى من بينهم سبعة عشر ألف طفل بالأضافة لفيروس الكبد الوبائى وغيرها الكثير من الأمراض المزمنة وهى أمراض ستدمر المصريين على المدى الطويل اذا لم يتم علاجهم . وشهدت مصر خلال بضعة أعوام سلسلة من حوادث القطارات .. وغرق السفن التى لاتخضع لأى مقاييس للسلامة بما عليها من بشروهذه مجرد أمثلة قليلة على انهيارالوضع فى المرافق العامة وسوء الادارة.
أما عن تقاعس الحكومة فحدث ولاحرج .. فأين تذهب موارد البلد المالية ؟ ولماذا لايتم الاعلان عن الميزانية العامة للدولة بالتفصيل مثل كل الدول المحترمة؟ وماهو نوع النظام السياسى والاقتصادى لمصر؟ ومن المسئول عن حل مشكلة الأطفال المصريين الملقون فى الشوارع ؟ وماهى خططه لحلها ؟
أعود لطرح حلول لمشكلة حوالى اثنين مليون طفل مصرى ملقون فى الشوارع ولا يجدون نصيرا لهم فى دولة اسلامية .. تركتهم الحكومة ونساهم القانون وخذلهم الدستور .. ولكننى كلى أمل وثقة فى ضميروعدل ويقظة أبناء الشعب المصرى الذين على ما أعتقد ليسوا على علم كامل بقصة هؤلاء الاطفال والمخاطر المترتبة عن هذه المشكلة على المدى القصير والبعيد لنا جميعا .
اقترحت فى مقال سابق مشروع انسانى وسميته " مشروع الأخ الكبير " وفلسفة الفكرة هى أن كل انسان منا يتخيل أنه أخ كبير لطفل أو طفلة من أطفال الشوارع. وحتى نبتعد عن الروتين الحكومى والسرقة والنهب بأسم هؤلاء الأطفال المشردين اقترحت أن نختار شخصية وطنية أمينة ونزيهة تكون مسؤلة عن هذا المشروع لأن اسم هذه الشخصية وقبوله على المستوى المحلى والدولى وأمانته مهم جدا لنجاح المشروع. وأفترضت أن هذا المشروع سيحصل على أراضى من الحكومة المصرية فى الصحراء لنقيم مدن تأهيلية وتعليمية حديثة لهؤلاء الأطفال المظلومين.
ولقد وصلتنى اقتراحات كثيرة عبر بريدى الالكترونى كلها شهامة وتعاطف ورجولة وانسانية وتجاوب وتركزت هذه المقترحات حول أسماء الشخصيات التى من الممكن أن تكون مسؤلة عن نجاح هذا المشروع واخراجه لحيز الوجود بمستوى لائق وانقاذ مصر من وصمة عار فى جبينها وأيضا تناولت المقترحات كيفية تمويل هذا المشروع . وأنا شخصيا أرى أن نبدأ فى اختيار الشخصية أولا .. وبعد ذلك يكون التمويل سهلا نسبيا لأن هناك جهات دولية وشخصيات مصرية وعربية وغربية سترحب بالتمويل فقط اذا علمت أن التمويل سيذهب الى مكانه الصحيح بشفافية وبعيدا عن الفساد المنتشر فى مصر.
من ضمن الأسماء التى رشحها القراء :
1- الفريق سعد الدين الشاذلى : رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية فى معركة العبور فى أكتوبر 1973.
2- المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة: وزير الدفاع السابق.
3- الدكتور بطرس بطرس غالى - الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة السابق.
4- الاستاذ مجدى أحمد حسين : أمين عام حزب العمل المصرى .
5- الدكتور مجدى يعقوب : جراح القلب العالمى.
6- الدكتور أحمد زويل : العالم المصرى المرموق.
7- الدكتور فاروق الباز: عالم الفضاء المصرى المعروف.
8- الفنان عادل امام : سفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة ويعمل منذ عام الفين فى نشاط خدمة اللاجئين.
9- الفنان حسين فهمى : سفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة.
فى الحقيقة نحن فى حاجة الى جهود وخبرة وصلاحية هذه الشخصيات وكل شخصية مصرية لديها القدرة على الاسهام حتى لو بفكرة .. أنه مشروع قومى والدعوة عامة للجميع .
أما عن تمويل المشروع فاقترح التالى:
1- يمكن بيع بنك مصرى من الثلاث بنوك المتبقية وحصيلة البيع تكون بداية لتنفيذ هذا المشروع العظيم. فمعلوم أن مصر باعت بنك الأسكندرية بمبلغ 1600 مليون دولار لبنك سان باولو الايطالى سنة 2006. والمتبقى هو بنك مصر وبنك القاهرة والبنك الأهلى المصرى.
2- تخصيص نسبة 20% من المعونة الأمريكية لمصر لصالح هذا المشروع وهو حوالى 400 مليون دولار سنويا.
3- فرض رسوم بسيطة على القادمين لمصر بما فيهم السياح فى المطارات وموانى الوصول. وفرض رسوم سنوية على تجديد رخص السيارات تكون حصيلتها لخدمة هذا المشروع.
4- يمكن الاستعانة بالصين فهى تساعد الدول الفقيرة فى بناء مشاريع كبيرة كمنحة لاترد .. ويمكن للصين أن تبنى مدينة من عدة مدن لهؤلاء الأطفال.
5- يمكن طلب المساعدة من الحكومات العربية : السعودية - الكويت - الامارات العربية المتحدة - قطر - ليبيا وهم بالقطع لن يبخلوا لو وجدت الشفافية المطلوبة من المسؤلين عن المشروع.
6- فتح باب التبرعات لكل أغنياء العرب والمصريين على مستوى العالم .
7- طلب مساعدات من دول العالم : الولايات المتحدة - كندا - اليابان - الاتحاد الأوربى - كوريا الجنوبية .. وغيرهم.
والسؤال الأن : كبف نقنع هؤلاء الرجال بالموافقة؟
اللهم أنى بلغت... اللهم فاشهد ..
ثقافة الهزيمة .. موسم الهجرة الى الجنوب
بقلم : غريب المنسى
الماء والغذاء لاغنى عنهم لكل كائن حى .. ومن أجل الحصول عليهم وتأمين مصادرهم قامت الحروب والغزوات .. وظهرت القوى الاستعمارية والتى كانت ومازالت تستخدم عضلاتها لهدف واحد محدد وهو توفير الماء والغذاء لمواطنيها. تختلف دائما الأساليب ولكن الهدف يبقى دائما ثابت. وأصبحت البشرية تخضع لقوانين شريعة الغاب فالأقوى عسكريا هو الذى يحصل على حصة الأسد من الماء والطعام أما الأقل قوة فيحصل على ماتبقى .. والذى بلا قوة يبقى جائعا عطشان الى أن يقضى الله فى أمره.
وفى ظل الظروف العالمية الراهنة ينبغى علينا أن نعلم جيدا أن العالم يعانى من مشكلتين أساسيتين : الأولى نقص موارد المياه والثانية هى قلة فى الانتاج الزراعى وبالتالى فاأسعار المواد الغذائيه فى ازدياد ولن يعد يصلح مع هذا الواقع سياسة النعامة .. لابد من الاعتراف بالمشكلة ومواجاهتها بصراحة حتى نستطيع أن نستمر فى الحياة.
فى مصر .. يعتبر موضوع الماء والغذاء من صميم الأمن القومى وطبقا للاحصائيات والأرقام لايوجد حل لدينا الا الهجرة الى الجنوب .. وجنوبنا هو السودان ! والسودان ليس غريبا على مصر كشريك فى المحن والمخاطر. ولتنشيط الذاكرة لابد من ذكر هذه الحقائق التاريخية التى نساها البعض تحت تأثير مخدر ثقافة الهزيمة .
كان هناك دائما وحدة بين مصر والسودان ممابين عامى 1821 -1885 وحدث انفصال وعادت الوحدة مرة أخرى مابين عامى 1899- 1956 . وانفصلت السودان عن مصر فى يناير سنة 1956. وكان الملك فاروق هو ملك مصر والسودان حتى قيام الثورة.. والرئيس السادات ثالث رئيس لمصر( 1970 - 1981 ) أمه سودانية .. والرئيس محمد نجيب أول رئيس لمصر ( 1953- 1954 ) ولد فى السودان لأبوين مصريين وترعرع فيها الى أن عاد الى مصر فى مقتبل شبابه ليلتحق بالكلية الحربية. ومنذ ان انفصلت السودان عن مصر وهى تعيش فى خضم صراعات داخلية وحروب أهلية . فالحرب الأهلية الأولى نشبت مابين عامى 1955 - 1972 والحرب الأهلية الثانية نشبت مابين عامى 1983- 2005 والذى بموجبها تم توقيع اتفاقية توزيع الموارد بين الشمال والجنوب الغنى بالنفط وتكون هناك فترة انتقالية لمدة ستة سنوات تنتهى فى 2011 ليتم استفتاء فى الجنوب عما اذا كانوا يريدون الاستمرار أو الانفصال عن شمال السودان . ومعنى ذلك أن السودان مهدد بالتفتت. وهناك أيضا صراع دافورالقائم منذ عام 2003 وحتى الأن.
وهنا نتسأل .. هل لوكان هناك اتحاد بين مصر والسودان قائما فعلا هل كانت السودان فى وضع أكثر استقرارا ؟
الاجابة نعم ! كانت السودان ستنعم بالاستقرار ومصر ستنعم بالرخاء والاثنين معا سينعمون بتأمين مصادر المياه وزراعة ملايين من الأفدنة البور فى جنوب وشمال الوادى.. فالسودان مساحته تبلغ مليون ميل مربع أى حوالى 506 مليون فدان وهى مساحة تساوى نصف مساحة القارة الأوروبية بأجمعها ويتمتع السودان بموارد اقتصادية ضخمة - طبعا مهملة - تتمثل فى وفرة الأراضى الزراعية الخصبة القابلة للاستغلال مباشرة حيث تقدر ب 200 مليون فدان وفى الوقت الحاضر لايستغل سوى جزء صغير منها . ومصر من أكبر مستوردى القمح فى العالم - حوالى ستة مليون طن سنويا - ونتيجة للزيادة المستمرة للسكان والتى ستبلغ 160 مليون سنة 2050 ستكون فى أمس الحاجة للسودان لتكون هى سلة الطعام لها.
يربط البلدين بالاضافة الى اللغة والعادات والتقاليد والدين والنسب نهرالنيل والآن هناك خطر قائم بالفعل على حق استغلال مياه نهر النيل ومن محاولة مشاركة اثيوبيا ( 75 مليون نسمة ) وتعتمد على مياه الأمطار لزراعة 30 مليون فدان وتحتاج مياه النيل لزراعة 170 مليون فدان أخرى . وأوغندا ( 28 مليون نسمة ) وكينيا (35 مليون نسمة ) وهم فى حاجة ماسة لمياه النيل وبالتالى من المحتمل أن تقل حصة مصر والسودان من مياه النيل .
وحكاية استئثار مصر والسودان على 89% من مياه النيل يرجع لأيام الاحتلال الانجليزى لمصر والسودان وتأمين الانجليز لمياه النيل لهم فقط ومنع أية دولة افريقية من بناء سدود على النيل الابموافقة مصرمن خلال اتفاقية ترجع الى سنة 1929 وذلك حتى يضمنون رى حقول القطن المصرى والسودانى طويل التيله ووصول القطن الى المصانع الانجليزية .. وللعلم اثيوبيا لم توقع على هذه الاتفاقية وبالتالى فمن حقها أن تتبرم منها فى ظل المعطيات الدولية الجديدة . وهناك برتوكول سنة 1959 الذى يؤكد بنود الاتفاقية السابقة ويقويها ويوجد لمصر حاليا مراقبين دائمين فى كينيا لمراقبة هذه الاتفاقية .. ولكن كل شىء قابل للتغيير.
لاننا الأن نعيش فى العصرالأمريكى بكل مالهذا العصرمن موازين وحسابات مختلفة عن كل العصور السابقة ولأن الولايات المتحدة فعلا قد قامت ببناء مركز قيادة عسكرى فى شرق أفريقيا للسيطرة على القارة السوداء فمن الممكن والمحتمل أن تطالب الولايات المتحدة بتغيير شروط هذه الاتفاقية وضم دول حوض النيل اليها (مصر- السودان - أثيوبيا -أوغندا - كينيا ) لخلق جو من المشاحنات الاقليمية ولاسيما أن أثيوبيا عندها خطط فعلا لبناء سدود ضخمة على نهر النيل ولن تتورع عن الاستعانة بالولايات المتحدة فى الوقت المناسب وبالتالى سيكون هناك خطر حقيقى على الماء والغذاء فى مصر( 79مليون نسمة ) والسودان ( 39 مليون نسمة ) معا!
فى كتاب حروب المياه - Water Wars - تقول المؤلفة الهندية Vandana Shiva والحائزة على جائزة Golden Plant Award فى الستنيات من القرن الماضى حاول الامبراطور هيلا سلاسى امبراطور اثيوبيا السابق بناء 29 سدا على أحد أكبر روافد النيل وهو النيل الأزرق والذى ينبع من أثيوبيا بمساعدة هيئات أمريكية وتمويل من البنك الأفريقى للتنمية ولكن بالتهديد العسكرى والضغط الديبلوماسى استطاعت مصرأن تعطل هذا المشروع وذلك لأن موازين القوى حينذاك كانت مختلفة لوجود قوتين عظمتين فى العالم . وتركيا أيضا لديها خطط لمشاريع ستتكلف 32 مليار دولار لبناء 22 سدا على نهر الفرات كى تستطيع رى 1.7 مليون هكتار وعندما يتم بناء تلك السدود ومع سد أتاتورك المقام حاليا ستفقد العراق حوالى 80%- 90% من مياه نهر الفرات . انتهى
لقد شهد العالم طفرة فى أسعار الغذاء وذلك نتيجة الجفاف الذى اجتاح استراليا والفيضانات الناتجة عن تغير المناخ فى أوروبا وأيضا ارتفاع أسعار النفط الذى أدى الى استغلال الوقود الحيوى فى الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وهو مستمد من المحاصيل الزراعية كالذرة ..وهذا ما جعل أسعار المواد الغذائية فى ارتفاع مستمر.
اذن نحن أمام مشكلة مياه تهدد الأمن القومى لمصر والسودان بالاضافة الى خطر تقسيم السودان الى شمال وجنوب واحتمال وضع أثيوبيا وأوغندا وكينيا فى اتفاقية جديدة لتوزيع مياه النيل وهذا معناه أن حصة مصر والسودان من المياه ستقل بنسبة كبيرة ومعناه أن أمن مصر والسودان القومى فى خطر فى ظل التكاثرالسكانى .. وهذا يجعلنا نعود الى المربع رقم واحد وهو مشكلة البشرية الأولى وهى : الماء والغذاء .
ولكسرحاجز الخوف من المخططات الأمريكية فى القارة السوداء وبالذات بين شطرى الوادى ينبغى علينا أن نتحد اتحادا ضروريا لمواجهة آية تحديات مستقبلية ونتعظ من أخطاء الماضى وليقوم الاتحاد على المصالح المشتركة والخطر المشترك الذى سيواجه مصروالسودان وفى حقيقة الأمر لانريد اتحاد بيروقراطى بين جنوب وشمال الوادى .. نريده اتحاد منافع - بيزنس - لمنفعة الشعبين وحتى يعيش أطول وتكون النتيجة أحسن.
ان العالم العربى قد تم تقسيمه الى جزيئات صغيرة من قبل الاستعمار بالماضى حتى لايستطيع الاستقلال اقتصاديا. وبالتالى فلابد من الاتحاد الذى قد ينفعنا فى مواجهة خطر المجاعة والاتحاد على غرارالاتحاد الأوروبى أو الولايات المتحدة الأمريكية وليكن اتحاد مصر والسودان أول خطوة على هذا الطريق.
لابد أن نستعد ونخطط جيدا لموسم الهجرة الى الجنوب فى القرن الواحد والعشرين
ثقافة الهزيمة .. مشروع مارشال لتعمير أوروبا
جورج مارشال مدير هيئة العمليات العسكرية الأمريكية فى الحرب العالمية الثانية كان شخصية تخطيطية فذه فى عصره .. فعندما اختاره روزفلت لهذا المنصب ليقود ثمانية مليون جندى وضابط متخطيطا حوالى ثلاثين ضابطا فى سلم القيادة لم يكن اختيارا بالصدفة .. ولكنه اختيار منطقى جدا .. فللرجل قدرات تخطيطية جبارة.. فقد قسم مارشال قواته الى ثلاث أقسام : قوات برية وقوات جويه وقوات للامداد هذا فضلاعلى أنه وضع فى القيادة نخبة من أكفأ الضباط اللذين عرفهم خلال مراحل خدمته فى التشكيلات الميدانية.. وكانت فلسفته بسيطه : وهى الكفأة وليست الأقدمية التى تجلب النصر سواء كان عسكريا أو دبلوماسيا أو تجاريا !! وبعد الحرب العالمية الثانية تولى حقيبتى الخارجية والدفاع بناء على رغبة الرئيس هارى تورمان .. ومن أهم المهام التى كلف بها هى التخطيط لاعمار أوربا المهدمة بعد الحرب العالمية الثانية فيما سمى " مشروع مارشال ". وكان جورج مارشال أشد معارضي ترومان و مشروعه بانشاء اسرائيل، والمعروف أنه لم يتكلم قط مع الرئيس ترومان بعدها.
بكل تأكيد يختلف عالمنا اليوم عن عالم جورج مارشال، وهارى ترومان عندما جندوا الشعب الأمريكى فى برنامج مثيرلإعادة بناء أوروبا التى خرجت مدمرة من الحرب العالمية الثانية.
ولكن عندما نفكر فى تعمير مصر لابد أن يقفز الى الذهن مشروع مارشال لأنه مشروع شامل ومتكامل وواضح المعالم والأهداف .
بدأ مشروع مارشال لاعادة بناء أوربا فى ابريل سنة 1948 وانتهى فى عام 1957 وقامت الولايات المتحدة بمساعدة الدول الأوربية على النحو التالى : انجلترا : 3.6 مليار دولار - فرنسا: 3.1 مليار دولار - ايطاليا :1.6مليار دولار - المانيا الغربية : 1.4 مليار دولار - هولندا : مليار دولار - اليونان : 800 مليون دولار - النمسا : 700 مليون دولار بلأضافة الى 2.4 مليار دولار أخرى تم توزيعها على مجموعة دول أوربية أخرى : بلجيكا- الدنمارك - أيرلندا - ايسلندا - يوغوسلافيا - لكسمبورج - النرويج -البرتغال - السويد - سويسرا - تركيا .
ومشروع مارشال كان خطة ذكية لبناء اقتصاد أوروبا وفى نفس الوقت لانعاش الاقتصاد الأمريكى وفتح أسواق جديدة للمنتجات الأمريكية. فالولايات المتحدة أعطت أوربا مال بشرط أن تقوم بشراء المنتجات الأمريكية - سواء انتاجية أو استهلاكية - وأستخدمت العائد فى اعادة البناء وبذلك يمكن القول أنه اتفاق افاد الطرفين.
قيمة المساعدات التى تلقتها أوربا من خلال مشروع مارشال بلغت 13.1 مليار دولار وهى بالاسعار الحالية مايعادل 75 مليار دولار ولكن الدول الأوربية استغلت المبلغ جيدا فى اعادة البناء فالمخصصات الأمريكية كانت هى الجزء الأصغر فى اعادة التعمير أما الجزء الأكبرمن تكلفة اعادة التعمير وقع على كاهل شعوب أوروبا واليابان .. فالعزيمة والتصميم والأخلاص والرغبة فى بناء بلدانهم كانت الحافزعلى التضحية والصبر والنتيجة كما نرى الأن !!
وبمقارنة سريعة فمصر حصلت على 130 ملياردولار من الخارج على هيئة منح وعطايا وقروض فى الثلاثين عاما الأخيرة .. ولم تستخدم للأسف لبناء مصر وانما ضاعت هباء نتيجة سوء الادارة وعدم الترشيد وغياب الهدف القومى .. والنتيجة كما نراها ويراها العالم معنا : فقر - بطالة - عمالة أطفال - أطفال شوارع - مرافق سيئه - الخ الخ !!!!!
الهدف هنا ليس البكاء على اللبن المسكوب بقدر ماهو دعوة وطنية مخلصة شريفة فى أن نبدأ بخطة جديدة واضحة المعالم مبنية على أسس علمية وتنفذ بشفافية بعيداعن الفساد لمدة 20-30 سنة القادمة ليتم اعادة بناء مصر بالشكل الصحيح وبالتدريج وكفانا ارتجال وفوضى وجهل وفساد وأنانية اذا ما أردنا مستقبل أفضل للأجيال القادمة .
فى 1994 أجرى جون بى. بولسون John P. Powelson أستاذ الاقتصاد بجامعة كلورادو دراسة عن التنمية السياسية والاقتصادية فى مختلف أنحاء العالم، وخلصت الدراسة إلى أنه على الرغم من اختلاف الأنظمة الثقافية والعقائدية، هناك خاصية أساسية عامة لازدهار جميع المجتمعات: إن الأمم التى ازدهرت ووفرت لشعوبها حياة أفضل على مرالعصور لم تكن الأمم ذات القوة المركزية، بل كانت الأمم التى تستمد قوتها الأصلية من القاعدة العريضة، وتعطى القوة لمن يستحقها ولا تمنحها لأحد. هذه الخاصية موجودة بصرف النظرعن الاختلافات فى الجغرافيا أوالموارد الطبيعية وعن الفروق الثقافية أو العرقية أو الدينية. وحيثما انتشر نطاق القوة واتسعت قاعدته نشأت سيادة القانون، وحماية حقوق الملكية، والحرية الاقتصادية والدينية. أما الأمم التى يضيق فيها نطاق القوة، فإن الفقر يسيطر على شعوبها وتظل اقتصاداتها متخلفة. وأكبر مثال على هذا الكلام هو الواقع الحالى فى مصر.
ثقافة الهزيمة .. احترس هناك ألغام ضالة
اذا كان من المتفق عليه أن فلسفة ثقافة الهزيمة هى سياسة حكومية الغرض منها هو تدمير الوعى الفطرى للمواطن وتشويشه وقتل كل امكانيات الابداع والابتكار الطبيعية التى ولد بها حتى لايشكل بطموحه ومعرفته ضغط على الحكومة الكسلانه .. فشواهد هذه الفلسفة تظهر بوضوح فى سوء التخطيط الحكومى والتخبط فى اتخاذ القرارات والاهمال والتعمد على خلق جوغيرصحى للابداع والتفكيروالرفاهية .. وبالتالى فان ثقافة الهزيمة هى لعنة على الحكومة أيضا على المدى الطويل لأنه عاجلا أم آجلا ستواجه الحكومة كل هذه المشاكل المرحلة فى وقت واحد وبالتالى ستكون المواجهة عسيرة!! وأكبر دليل على ذلك هو عدم قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات جدية فى موضوعات مصيرية وتركها معلقة فى الهواء بمنتهى الاهمال والسلبية والمثال التالى هو خير دليل على هذا الكلام :
كان من مخلفات الحرب العالمية الثانية والتى دارت احدى جولاتها فى صحراء مصر الغربية عند مدينة العلمين بين الانجليزوالألمان حوالى 21 مليون لغم وقذيفة مدفعية وقنابل طائرات لم تنفجر حتى يومنا هذا.. ورحلت القوات المتحاربة حتى بدون ترك خرائط تبين أماكن هذه الألغام بدقة واليوم أى بعد 65 سنة وبسبب الرمال المتهايلة أصبحت منطقة الصحراء الغربية منطقة موبؤة مليئة بالألغام الضالة !!
مساحة المنطقة الملغومة تقدر ب3000 كيلو مترمربع بشريط عرضى 30 كيلو متر تمتد من العلمين وحتى هضاب السلوم على حدود ليبيا وهى من أهم المناطق الاستيراتيجية على ساحل البحرالأبيض المتوسط وتشكل حوالى 22% من مساحة مصر حسب تقديروزارة التعاون الدولى .. ويعيش بها حوالى 100 ألف بدوى من قبائل أولاد على سقط منهم ضحايا للألغام 8313 فردا حتى الأن وقتل منهم 619 مواطن برىء. وحسب تصريحات وزارة الخارجية الألمانية فى برلين : " الحكومة الألمانية حسب القانون الدولى غير مسئولة عن تطهير الغام الحرب العالمية الثانية فى مصر .. وان كانت ألمانيا انسانيا قد قدمت خرائط توضح أماكن وجود هذه الألغام ومعدات عن كشف الألغام للجانب المصرى !! " انتهى
والحكاية ببساطة أن الحكومة المصرية فى عام 1982 أهتمت بهذا الموضوع وكلف الجيش المصرى بهذه المهمة وبالفعل تم رفع 3.5 مليون لغم مابين عامى 82-99 ولكن كما هى العادة عندنا دائما وجدت الحكومة أن هناك أولويات أخرى أهم وتحتاج لهذه المصاريف .. وهى للأسف وجهة نظر ضيقة لأننا نتكلم عن شريحة أرض مهمة جدا استيراتيجيا وتجاريا وعمرانيا !! وتكليف الجيش برفع الألغام يحتاج لمراجعة مرة أخرى لأن أزالة الألغام يحتاج لتكنولوجيا ليست متوفرة للجيش .
هذه الألغام تعرقل تطور وتنمية جزء استيراتيجى هام من مصر وتعرقل جهود التنقيب عن البترول والغاز وتعرقل الاستفادة من 1.85 مليون فدان من الأراضى الزراعية التى تحتاج اليها مصر بشدة.. بالاضافة الى أن الساحل الشمالى منطقة سياحية استيراتيجية سنستفيد منها لاحقا فى التعمير بطريقة مخططة لأن الشريط السياحى بسواحل البحرالأحمر وسيناء تم استيطانه بطريقة عشوائيه غير مخطط لها للأسف الشديد ..وان كان هذا لم يمنع بعض الفنادق فى المنطقة وبعض شركات البترول من تطهير أجزاء تسمح لهم بعمل ممرات الى مشاريعهم وعلى نفقاتهم الخاصة .
فى سنة 2006 قامت شركة أعمارللعقارات من الامارات العربية المتحدة بشراء أراضى بالساحل الشمالى تقدر ب1.74 مليار دولاروستقوم بتحويلها لمدينة سياحية وحسب التقديرات المبدئية سيكون هذا المشروع بداية لجذب الألاف من اليد العاملة التى تحتاج لخدمات ومرافق .
يقول الخبراء أن الوسيلة المضمونة لتطهير الصحراء الغربية من كل وسائل الدمارأن توكل المهمة الى شركات خاصة متخصصة بازالة الألغام ومزوده بالتكنولوجيا الحديثة المطلوبه لذلك العمل المهم وعملها سيكون مضمون النتائج وهذه الشركات موجود منها كثيرا فى أوروبا والولايات المتحدة وأسيا ولكن الجيش لم يسمح بذلك حتى الأن ويرجح أن الجيش يفضل شراء أسلحة جديدة باستمراربدل من استخدام المال فى تطهير الصحراء من الألغام وهى عملية مملة!! وحسب احصائية لقائمة أكبر الدول المستوردة للسلاح على مستوى العالم مابين عامى 2000- 2004 احتلت مصر المرتبة السادسة وكانت حصيلة المشتريات 3103 مليار دولار !! علما بأن تطهير الصحراء الغربية من الألغام هو فى الواقع ثمن سرب طائرات !!
نطالب الحكومة المصرية بالتعامل مع موضوع الألغام مثلما تتعامل مع موضوع التنقيب عن البترول وذلك يكون بتقسيم منطقة الألغام الى أجزاء وعمل مناقصة عالمية لاستقدام شركات متخصصة فى تطهير الألغام على أن تلتزم هذه الشركات بجدول زمنى محدد.
كذلك يجب على الحكومة المصرية فتح ملف الألغام من خلال الأمم المتحدة.. فاذا كان القانون الدولى يعطى لنا الحق فى مطالبة ألمانيا وانجلترا بتعويض فعلينا الأ نبطىء فى المطالبة بالتعويض وان لم يكن لنا الحق فعلينا أن نطلب مساعدة دولية فى عملية التطهير أو على أسوأ الظروف نقوم بالمهمة بأنفسنا.
ان تطهير الصحراء الغربية من الألغام هى ضرورة ملحة لتعمير الصحراء الغربية وتوطينها بملايين المصريين لتخفيف الكثافة السكانية عن وادى النيل والدلتا وهذا يعنى أيضا توفير مصادر جديدة للدخل لمصر وتوفير فرص عمل لمئات الألوف من المصريين.
ثقافة الهزيمة .. مطارات ولكنها تحف معمارية
عندما تهبط الطائرة القادمة من أى مكان فى العالم فى مطار القاهرة ينتاب الزائر والمقيم على السواء احساس عجيب .. فالمطار محاط بصحراء قاحلة من كل جانب وان كان يقع فى ضاحية من ضواحى مصر الجديدة!! فلا خضرة ولازهورولاهم يحزنون !! ناهيك عن ضيق صالات الوصول والمغادرة .. بالاضافة لدورات المياه المحتله بفصيل من المستوطنين الذين يفرضون أتاوات على من يريد قضاء حاجته والتى من المفروض ان تكون مجانا مثل جميع مطارات العالم .. وببساطة المطارات هى واجهة الدول وهى لم تعد مجرد محطة سفر بقدر ما أصبحت صناعة تشويق وتسويق وتسلية للمسافر. وفى هذا المقام سنلقى الضوء على مطارات مصر ونقارنها بمطار أثينا الدولى الذى يقع عبر المتوسط من مدينة الأسكندرية.
مطارأثينا الدولى وهو أكبرمطار يونانى تم افتتاحه عام 2001 ويقع على بعد 25 كيلو متر شرق العاصمة اثينا. وبلغت تكاليف بناؤه 2 مليار يورو وقام بالتخطيط والتمويل والبناء اتحاد مؤسسات
المانية تحت ادارة مؤسسة البناء الألمانية العملاقة ( Hochtief ) وشركة ( ABB) وهى شركة كهرباء والكترونيات وأيضا شركة أخرى متخصصة فى الكترونيات حماية الحريق تسمى ( Krantz -TKT) وأيضا مطار فرانكفورت. والتمويل تم على أساس أنه لايوجد قرض ولاضمان لقدرة الدولة على الدفع وانما يتم رد التكاليف من الايرادات المستقبلية للمشروع. وفى اطار مشاركة الدولة والقطاع الخاص ( الممولين )تحصل الدولة اليونانية على 55% من ايرادات المشروع بينما يحصل القطاع الخاص على 45% لمدة 30 سنة ( بما فيها وقت البناء ) بعدها تؤول الملكية بالكامل للدولة اليونانية.
طبعا مصلحة الشركات الألمانية هنا كبيرة فهى تؤمن عمل لمواطنيها وأيضا العائد المادى والأرباح الناتجة عن هذا الاستثماروقد تم التخطيط على أن يتم بناء المطار على ستة مراحل وبالمرحلة الأولى حاليا يستطيع المطار أن يستقبل 16 مليون مسافر سنويا وحوالى 6000 مسافر فى الساعة وعندما تستكمل المرحلة السادسة يستطيع المطار استقبال 50 مليون مسافر سنويا.
فى عام 2007 استقبل المطار 16 مليون مسافر وكذلك استقبل أكبر طائرة فى العالم الايرباص 380 . وفى عام 2005 و2006 حصل على جائزة "SkyTrax" لأفضل مطار فى جنوب أوروبا . وتم بناؤه على مساحة 1244 فدان ويوجد به مركز تسوق كبير مساحته 7500 مترمربع يحتوى على 25 محل ومطعم وسوق حرة. وبالقرب من المطار مباشرة يوجد فندق Sofitel حتى يوفر على المسافرين الترانزيت عناء الموصلات الداخلية.
يربط مطار أثينا بمنتصف المدينه مترو ( مدة الرحلة 30 دقيقة ) وأيضا قطار يقطع المسافة فى 38 دقيقة بالأضافة الى خطوط أتوبيسات منتظمه ( مدة الرحلة حوالى 70 دقيقة ) وتأكسيات كلها موجودة أمام صالة الوصول .. كل هذا وعدد سكان اليونان 11 مليون نسمه ومساحتها 131957 كيلو مترمربع ومتوسط دخل الفرد السنوى 24 الف دولار.
فى الناحية المقابلة لليونان وأثينا من البحرالأبيض المتوسط توجد مصر وبالذات مدينة الأسكندرية التى يقع فيها مطارالنزهة ( مطار الأسكندرية الدولى ) وهو مطار صغير تابع للدولة ويقع على بعد 7 كيلو متر جنوب شرق منتصف المدينه. فى عام 2006 استقبل المطار 619 الف مسافرعلما بأن المطار تستخدمه بعض شركات الطيران فى رحلاتها أما باقى شركات الطيران فتستخدم مطاربرج العرب وهو مطاريخدم مدينة الأسكندرية ويقع على بعد 25 كيلو متر جنوب غرب الأسكندرية.وفى عام 2006 استقبل مطار برج العرب 231 ألف مسافر.. وفى عام 2007 وقعت شركة مطارات مصرعقد لتطويرمطاربرج العرب وبناء مبنى ركاب جديد يستوعب 2.5 مليون مسافر سنويا بتكاليف قدرها 97 مليون دولار.
للأسف لاتوجد أية موصلات تربط مطاربرج العرب بمدينة الأسكندرية ( 5 مليون نسمة ) سوى تاكسى فقط !! وهذا طبعا تقصيرفى التخطيط لأن المتعارف عليه عالميا أن يربط المطار بالمدن المحيطة قطارأو مترو أو خط أتوبيسات- أو كلهم - وتكون مريحة وسريعة ليصل المسافرالى غايته فى وقت مناسب .
طبعا المقارنة واضحة .. اليونان تبنى مشاريع ضخمة برؤية مستقبلية ونحن فى مصر نبنى لمجرد البناء وبدون رؤية مستقبلية وبتكاليف مالية تثقل كاهل الدولة وأيضا هى نفس التكلفة العالمية !! والجدير بذكره هنا أن هناك برنامج لتطوير سعة مطار القاهرة الدولى من 9 مليون مسافر الى 20 مليون مسافر سنويا وقيمة المشروع 280 مليون دولار وبتمويل من البنك الدولى .. ومهم جدا أن ألفت نظر القارىء الى أنها عملية تطوير فقط فى حين المفروض أن يكون هناك خطة لبناء مطار دولى حديث يتناسب مع قيمة مصر .
ان المطارات الأن لم تعد أماكن للسفر فقط وانما أصبحت مشاريع كبيرة للتسوق ولدعم السياحة ولجذب قوة شرائية من الخارج وأيضا هو صورة للبلد صاحب المطار .. الدول الأن تتبارى فى اقامة مطارات فخمة كتحف معمارية لأن هذه الدول أدركت أهمية المطارات فى جذب السياحة والتسوق فى بلادها وأيضا لأنها توفر فرص عمل لمواطنيها وهنا أود أن أذكر بعض الأمثلة البسيطه :
مطار الدوحة الجديد سيستقبل 24 مليون مسافرا سنويا عند افتتاحه عام 2010 وتوجد خطط لتطويره ليستوعب 60 مليون مسافر عام 2020 وقطرعدد سكانها 777 ألف مواطن !! وأيضا مطار دبى يستقبل الأن 25 مليون مسافر سنويا وتوجد مشاريع لرفع قدرته الى 75 مليون مسافر سنويا علما بأن هناك مطارات أخرى على نفس المستوى فهناك مطار أبو ظبى ومطار الشارقة ودولة الامارات حوالى 5 مليون نسمه أو بمعنى آخر أقل كثافة من حى شبرا بمصر !! وسنغافورة عدد سكانها أقل من 5 مليون نسمه ومطارها الدولى تحفة فنية ويستقبل 35 مليون مسافر سنويا !!
تعمدت ذكرهذه الأرقام لأعطى لكم صورة واضحة عن حجم هذه الدول الصغيرة بالمقارنة بمصروفى نفس الوقت قدرتها على بناء مطارات بسعة ضخمة وخطوط طيران وطنية عملاقه .. أما بالنسبة للدول الكبرى فالصين مثلا لديها الكثير من المطارات الحديثة ولكن مطار Beijingهوأحدث مطارلديها وهو أكبر وأحدث مطار بالعالم وتم افتتاحه عام 2008 ليستوعب 53 مليون مسافر فى عام 2020 وقد قام بتصميمه المهندس المعمارى الانجليزى الشهيرنورمان فوستر.. هذه الدول أدركت أهمية المطارات والطيران فى جذب السياحة والتسوق والاستفادة من وضع اسمها على الخريطة السياحية الدولية وأيضا وفرت فرص عمل لمواطنيها .
فكرة تخطيط وتمويل مطار أثينا أهديها للحكومة المصرية وأتمنى أن نرى مشاريع مطارات بهذا الحجم فى مصرعلى أن يقوم بالتصميم نجوم هندسة معمارية عالميين متخصصين فى هذا المجال وأتمنى أن يتم بناء شبكة مواصلات حديثة تربط المطارات بالمدن المحيطة وفى كل الأحوال نحن المستفيدين على المدى الطويل.
.................................................
قائمة بأسماء المطارات المصرية وعدد المسافرين خلال عام 2006 :
مطار العريش الدولى 15.166 مسافر.
مطار طابا الدولى 210.029 مسافر.
مطار الغردقة الدولى 4.832.530 مسافر.
مطار القاهرة الدولى 10.778.097 مسافر.
مطار الأقصر الدولى 2.032.790 مسافر.
مطار مرسى علم الدولى 500.155 مسافر.
مطار شرم الشيخ الدولى 5.048.692 مسافر.
ثقافة الهزيمة ..موسم الهجرة الى الشرق بقلم : غريب المنسى
عادت سيناء الى مصر منذ عام 1982 وللأسف مازالت شبه فارغة من السكان فهم على أحسن الفروض لايتعدون 380 ألف نسمة فى بقعة أرض ممتازة مساحاتها 61000 كم مربع وهى مليئة بالبترول وأجود أنواع الرمل لصناعة الزجاج وأجود أنواع الحجرالذى يصنع الرخام والجرانيت وفى باطنها الفيروز والنحاس !!
وعندما تشكوا الحكومة المصرية من الانفجار السكانى فى مصر فهذا أكبرمثال على القصور الذى يرقى لمستوى الخيانة. فلو كانت سيناء مازالت محتلة اسرائيليا لكنا قد رأينا على الأقل 2 مليون اسرائيلى - وهم حوالى ثلث سكان اسرائيل - منتشرين فيها يزرعون ويستصلحون.أما نحن وبعقلية السمسارالجاهل فكرنا فقط فى السياحة !! التى قد تدر دخلا سريعا والذى قد يزول لأى سبب وبسرعة ونسينا التعمير والتخطيط لمستقبل الأجيال القادمة والذى دفع ثمنه شهداء الحرب التى حررت سيناء وأعادتها الى مصر.
فى حروب 1956 و 1967 احتلت اسرائيل سيناء بسهولة وسرعة نظرا لأنها شبه فارغة من السكان وفى حرب 1973 استطاعت اسرائيل فى عملية ثغرة الدفرسوار العبور الى غرب القناة فى أقل من 18 ساعة!! ولكن عندما حاولت التقدم باتجاه المناطق ذات الكثافة السكانية فى مدينة السويس اصطدمت بالمقاومة الشعبية. والنقطة هنا هى أن وجود سيناء شبه خالية من السكان يجعلها مطمع للغزاة ودائما جاء الغزاة الى مصرعبر التاريخ من سيناء.
والتاريخ القريب يثبت أن من أحد أهم اسباب انسحاب اسرائيل من قطاع غزة هو الكثافة السكانية فى القطاع . وانسحاب اسرائيل من جنوب لبنان فى صيف سنة 2000 يرجع أيضا للكثافة السكانية والتواجد المكثف لمقاتلى حزب الله فى الجنوب وهذا أكبر دليل على أهمية الكثافة السكانية فى حماية الأمن القومى للدول .. فالجيوش قد تنهزم أو تنسحب من أرض المعركة ولكن الشعوب تبقى صامدة ولا تترك مكان اقامتها بسهولة .
فلماذا لانتعلم من خبرات الماضى ونترك سيناء شبه فارغة من السكان ليسهل احتلالها بأقل مجهود وبأسرع وقت ولأطول فترة ؟ فى حين أن هناك ملايين بالداخل فى حاجة لفرص اقامة وعمل يمكن تدبيرها لهم فى سيناء لو لدينا النية فى التغيير .. فعددنا سيصل الى مائة وستون مليونا نسمة فى سنة 2050 وهى فترة قصيرة جدا فى تاريخ الشعوب فكيف سنواجه هذه المشكلة الحادة والتى سوف تواجهنا سواء رضينا أم لم نرضى؟
وقبل أن نتطرق لموضوع تعمير سيناء يجب أن نتفهم جيدا وضع بدو سيناء وقطاع غزة المحاصر من اسرائيل تاريخيا لأنه مهم جدا فى أى عملية تعمير لهذه البقعة الاستيراتيجية المصرية المهمة .
فى القرن الثامن عشر كان أغلب الذين استوطنوا بصحراء النقب بفلسطين هم بدو سيناء لذلك فأصول البدو والترابط الأسرى والعشائرى موجودة على ناحيتى الحدود . فأفراد العائلة الواحدة قد يكون نصفهم فلسطينى والنصف الأخرمصرى وهذا يعتمد على وقت وجودهم ساعة التقسيم الانجليزى والاحتلال اليهودى للمنطقة. ومن المعروف تاريخيا أن معاملة الحكومة المصرية ومنذ أيام محمد على لبدو سيناء كانت قاسية وتتسم بالعنف والشك والتمييز العنصرى مع انهم مواطنون مصريون ولهم حقوق وواجبات ككل البشر ولكنهم فئة مهمشة والى يومنا هذا ويعيشون فى احياء فقيرة بجوار أماكن السياحة .
الصحفى الفلسطينى ذكى شهاب فى كتابه عن حماس " Inside Hamas" عبر لصحراء سيناء والتقى بدو سيناء ووصف وضعهم الاقتصادى والاجتماعى المزرى .. فالحكومة المصرية استولت على اراضيهم لاقامة مشاريع سياحية للصفوة وشاركتهم فى مياههم ومصادر رزقهم ومع ذلك تعاملهم بمنتهى الشك وكأنهم مواطنون بلا دين ولا أخلاق ولا انتماء !! وأكبر دليل على ذلك هو أنه بعد تفجيرات شرم الشيخ فى يوليو 2005 وتفجيرات دهب فى ابريل سنة 2006 تم اعتقال بدو سيناء عشوائيا وتم تعذيب ما يزيد عن 2500 بدوى واحتجازهم بدون اتهام وكأنهم فى جوانتامو وطبعا هذا يولد شعوربالكره تجاه الدولة وعدم الانتماء. ولعل ارتفاع نسبة وفيات الأطفال والبطالة والأمية وانخفاض متوسط عمر الفرد والمعاناة تجعل بعض من البدو يرغبون فى عودة اسرائيل لسيناء فهى على الأقل كانت توفر شوارع ونظام صحى لهم !! هل يعقل أن نكون فى القرن الواحد والعشرين وقطاع من المواطنين المصريين يعامل بهذه الطريقة ؟ العملية فى حاجة الى نظرة عميقة للواقع والمستقبل لهؤلاء البدو خاصة .. وللمصريين عامة اذا ما أردنا النهوض .
ان توطين بدو سيناء فى مستوطنات ومدن مشتركة مع المصريين القادمين من الوادى واعطائهم أولوية فى فرص العمل قد يحتاج الى جيلين على الأقل حتى تحدث عملية اندماج كامل ولكننا سنحل هذه المشكلة بطريقة جذرية .
أيضا التبادل التجارى بين أهالى رفح والعريش من جهة وأهالى غزة من شأنه أن يخفف العبء على الفلسطنيين المحاصرين فى القطاع وسينعش الحركة التجارية والاقتصادية لهؤلاء البدو علما بأن اسرائيل تستفيد من 3.5 مليار دولار سنويا من حجم التجارة فى قطاع غزة. ففتح الحدود بين مصر وقطاع غزة فى صالح مصر . ويمكن للحكومة المصرية انشاء منطقة حرة تجارية - بدون ضرائب ولا جمارك - على هذه الحدود حتى تنعش الوضع الاقتصادى فى هذه البقعة المهملة والمحاصرة بالعدوالتقليدى الذى هو الفقر والحرمان من الفرص الشريفة.
قد يكون من مصلحة اسرائيل أن تكون سيناء فارغة من السكان ولكن ليس من مصلحة مصر أن تكون سيناء بلا سكان وبالتالى ينبغى علينا أن نفكر فى توطين عشرة مليون مصرى على الأقل فى خلال العشرة سنوات القادمة وحتى لو احتاجت عملية التوطين ضغط ميزانية الجيش فى بناء مستوطنات ومشاريع زراعية مدروسة لأن هذا التوطين هو الوجه الأخر لحماية مصر سلميا وجعلها منطقة آهلة بالسكان لهم حماية دولية وقانونية لايستهان بها .
لايوجد فى اتفاقية السلام مع اسرائيل أى بند يمنع مصر من تعمير سيناء ولا يوجد بها أى بند يحرمنا من الهجرة الى الشرق التى قد يكون خيارا مهما لنا لابديل عنه فى السنوات القريبة القادمة.
حكمة للتأمل : مثل انجليزى ..
أذا أردت السلم فكن على استعداد للحرب .
If you want peace, be prepared for war.
ثقافة الهزيمة ..النووى .. كمان وكمان
بقلم : غريب المنسى
قالت جريدة المصري اليوم أن الرئيس حسني مبارك كلف الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة بتوجيه خطاب رسمي باسم الرئاسة إلي الدكتور أحمد زويل للحضور إلي القاهرة ومقابلة الرئيس لتكليفه بالإشراف علي البرنامج النووي المصري في مجال الكهرباء والطاقة النووية وإنشاء محطات علي ساحل البحر الأحمر. ويشمل التكليف الموجه للدكتور زويل المقيم حاليا بولاية كاليفورنيا وضع خطة أولية للملامح الرئيسية للمحطات النووية الثلاث والتي تبلغ قدرتها 1800 ميجاوات.وجاء اختيارزويل بالإجماع في اجتماع هيئة المحطات النووية مع هيئات الطاقة الأربع ليتولي الرئاسة الشرفية والتنفيذية والإدارية للبرنامج النووي المصري المزمع إنشاؤه بمنطقة الضبعة. علي أن يتولي د. ياسين إبراهيم رئيس هيئة المحطات النووية الرئاسة التنفيذية، كما استقروا علي أن يتولي الجانب الإداري بشقيه الدولي والإقليمي الدكتور علي الصعيدي الخبير النووي وعضو الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ستنتج مصر بعد كل الفرقعة الاعلامية والتكلفة الباهظة 1800 ميجاوات فقط لاغيرمن خلال ثلاث مفاعلات نووية .. فى حين أن الجزائر تنتج حاليا 6000 ميجاوات من محطات الطاقة الشمسية .. وهذا معناه أن دخول مصر فى موضوع النووى هو مجرد الايحاء للعامة بأننا أصبحنا دولة نووية سلمية عظمى لستر مافشل النظام فى تحقيقه اقتصاديا لمدة ربع قرن .. ومعناه أيضا أن هناك سماسرة من العصابة المقربة من النظام الحاكم سوف تستفيد بمئات الملايين كعمولة عن هذه الصفقة .. ومعناه أن مصر قد وقعت ضحية نصب عالمية من الشركات المصنعة للمحطات لأن ما ستشتريه مصر من محطات الأن سوف يكون خردة فى خلال العشرين سنة القادمة فى مخازن هذه الشركات .. فالعالم فى سبيله للطاقة البديلة للطاقة النووية.
الطاقة النووية السلمية أصبح موضوع قديم عفى عليه الزمن ومحفوف بالمخاطرومعظم الدول المتقدمة بدأت تستعمل بدائل أخرى سلمية للطاقة أقل تكلفة وأقل خطرا وتحقق نفس النتائج .. فلماذا لانبدأ من حيث انتهى الأخرون؟ لماذا نشترى دائما التكنولوجيا القديمة سواء فى المجال العسكرى أو السلمى؟ لماذا نحاول أن ندخل فى متاهات النووى ونحن دولة من دول العالم الثالث التى تستورد التكنولوجيا بخيرها وشرها وفى هذه الحالة الشر أكثر من الخير حسب كل الدرسات والأبحاث على مستوى العالم كله ؟
الموضوع بكل بساطة وبعيد عن التعقيدات العلمية هو أن الطاقة النووية وحتى السلمية منها لها مخاطرعلى المدى القصيروالطويل منها أنه لايوجد حل معقول للتخلص من النفايات النووية .. اذا تخلصنا منها فى البحر أو فى أعماق التربة فهى ستسمم المحاصيل والاسماك .. واذا حدث لاقدر الله زلازال وانفجرت المحطة فهذا انفجار نووى كامل .. أما اذا أخطأ عامل فالخطورة قائمة وهناك حادثة "ميل ايلاند" بالولايات المتحدة و" تشرنوبل " فى أوكرانيا بسبب التقصير البشرى.. هذا بالاضافة الى ارتفاع نسبة الاصابة بسرطان الدم للبشر المقيم قرب المحطات النووية " طبقا للتقارير البريطانية والألمانية "
هناك كما تعرفون أكثر من مصدر للطاقة منها الطاقة الشمسية والطاقة الريحية والطاقة الناتجة عن المد والجزروالطاقة المائية التى تتولد من السدود كالسد العالى فى مصر. والعالم الأول قد قطع شوطا طويلا فى ابحاث الطاقة الشمسية والطاقة الريحية. وبدأوا يفكرون جديا فى التخلص منها فى خلال العقدين القادمين :
الولايات المتحدة : كاليفورنيا أكبر منتج للطاقة الشمسية فى العالم.المانيا : تعتمد بنسبة 30% على الطاقة النووية وستتخلص منها فى عام 2020. والمانيا هى الرائدة فى انتاج الطاقة الشمسية وحوالى 28% من انتاج العالممن الطاقة الريحية.بريطانيا: بدأت تستخدم الطاقة الريحية وفى عام 2020 ستنتج 20% من اجمالى الطاقة الريحية فى الاتحاد الاوربى.استراليا: بدأت تسلك طريق الطاقة الشمسية وتكلفة المحطة فى ولاية كوينز لاند حوالى سبعة مليون دولار وتنتج حوالى 10 ميجاوات وستعتمد هذه الولاية على الطاقة الشمسية كليا سنة 2010. الجزائر: تكلفة محطاتها الشمسية حوالى 12-18 مليارايرو وستصدرها لألمانيا مرورا بأيطاليا وسويسراوتنتج حوالى 6000 ميجاوات.
واليابان والصين بدأت تفكر جديا فى استغلال الطاقة الشمسية كمصدر من مصادر الطاقة والغاء مشاريع الطاقة النووية والسبب هو الخوف على البيئة من تسرب الاشعاعات نتيجة أخطاء بشرية أو طبيعية .وحسب تقرير مركز الفضاء الالمانى فأن الطاقة الشمسية مفيدة للدول العربية بما فيهم مصر وأيضا بتكلفة منخفضة لأن الشمس موجودة فترات طويلة فى هذه الدول خلال العام .. ويمكن تخزينها لمدة طويلة ويمكن بيعها .. وأيضا يمكن تحلية مياه البحرمن خلال الطاقة الشمسية.
فى دراسة لجامعة ستانفورد فى الولايات المتحدة توصلت الدراسة الى أن احتياجات العالم من الطاقة وزيادة خمسة أضعاف يمكن توفيرها من خلال طاقة الرياح بدون أية أخطارعلى البيئه. واحتياجات العالم من الطاقة الكهربائيه حتى أربعين ضعف يمكن توفيرها من طاقة الرياح. وأن نسبة 2% من مساحة أوروبا تكفى لتغطية احتياجات أوروبا من الطاقة الكهربائيه بواسطة طاقة الرياح.وفى دراسة بجامعة فينا - النمسا - هناك تفاصيل كاملة عن تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية بدون مخاطر نووية.
ايطاليا والمانيا يعتبران من أكبر الدول الصناعية فى العالم .. الأولى لم تستخدم الطاقة النووية نهائيا والثانية ستتوقف عن انتاجها واستخدامها فى سنة 2020 وحاليا تستورد الطاقة الشمسية من أسبانيا وفى المستقبل القريب من الجزائر.
مصر وكل الدول العربية وخصوصا الواقعة فى شمال أفريقيا " ليبيا - تونس - الجزائر - المغرب ولقربهم النسبى من أوروبا يستطيعون تغطية احتياجاتهم الكهربائيه من الطاقة الشمسية وكذلك تحلية مياه البحر والفائض يمكن تصديره للدول الأوربية
........................
لقد وجدت أن من واجبى الوطنى والأنسانى أن أتصدر لهذا الموضوع الشائك وأشكر الأخوة الذين أرسلوا لى بعض المعلومات العلمية المهمة وأكدوا لى أن لمصر دائما أبناء مخلصون خائفون بالفطرة على مصالحها العليا وأنا على يقين من أن هناك وطنيون شرفاء يشاركونى نفس الخوف ونفس الأهتمام.
ثقافة الهزيمة ..أم الرشراش أرض مصرية
بقلم : غريب المنسى
أم الرشراش بلدة حدودية مصرية مع فلسطين وكان يقيم بها قوة شرطة قوامها 350 ضابط وجندى. ولأنهاء حرب 1948 وقعت مصر واسرائيل اتفاقية هدنة فى رودس فى يوم 24 فبراير 1949 ولكن فى ليلة 10مارس 1949 قامت بعض العصابات اليهودية بقيادة اسحاق رابين - رئيس وزراءإسرائيل 1992-1995- بالهجوم على أم الرشراش فى عملية بربرية اسمها الحركى "عوفيدا " ولأن القوةالمصرية كانت ملتزمة بأتفاق الهدنة فلم تطلق طلقة واحدة .. ولكن اليهود كسروا الاتفاق وقاموا بمذبحة جرى خلالها قتل جميع أفراد قوة الشرطة المصرية واحتلوا أم الرشراش وحولوها الى ميناء ايلات والذى تأسس سنة 1952.
ومنطقة رأس خليج العقبة وبلدة أم الرشراش كانت تابعة للحكم المصرى حتى عام 1892عندما اصدر السلطان العثمانى فرمانا بضم منطقة العقبة للأراضى الحجازية وبقيت أم الرشراش ورأس النقب وطابا تحت الحكم المصرى وعرف ذلك بفرمان 1892,ولكن فى عام 1906 وبسبب وجود مصر تحت الاحتلال البريطانى قامت القوات العثمانية باحتلال مثلث أم الرشراش ورأس النقب وطابا ووقعت أزمة عالمية وقتها قامت على أثرها بريطانيا بالضغط على اسطنبول وانسحبت القوات العثمانية وعادت أم الرشراش ورأس النقب وطابا لمصر, وفى سنة 1906 قام السلطان العثمانى بابرام اتفاقية مع القاهرة عرفت باتفاقية 1906 ونصت على أن تكون رأس النقب وطابا لمصر وأم الرشراش للحجاز. ومساحة أم الرشراش -ايلات حاليا - تبلغ 1500 كيلو مترمربع وهى مساحة أكبرمن مساحة هضبة الجولان- 1150 كيلو مترمربع - وقطاع غزة الذى تبلغ مساحته 350 كيلو مترمربع .
الدكتور صفى الدين أبو العز - رئيس الجمعية الجغرافية المصرية - يصف أم الرشراش كميناء رئيسى لمرور الحجاج وكانت تحت الحكم المصرى غيرأنها سقطت فى يد الصليبين أثناء الحروب الصليبية حتى حررها صلاح الدين الأيوبى وطردالفرنجة منها لكنهم عادوا من جديد ليتمكن السلطان الظاهر بيبرس من طردهم منها نهائيا عام 1267 ميلادية وأقام السلطان الغورى عليها قلعة لحمايتها كميناء مهم لمصر .. وتعود تسميتها ب 'أم الرشراش ' الى احدى القبائل العربية التى أطلقت عليها ذلك الاسم.
فى مذكرات محمود رياض - أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق- يشير لرواية رئيس الوزراء الاردنى توفيق باشا أبو الهدى الذى أقر بها فى مؤتمر رؤساء الحكومات العربية الذى عقد فى يناير 1955 عندما قال : " انه عندما بدأت القوات اليهودية فى تقدمها جنوبا باتجاه خليج العقبة فى مارس 1949 لاحتلال أم الرشراش جاء الوزير المفوض البريطانى فى عمان ليقول له أن حكومته ترى ضرورة استمرار المواصلات البرية بين مصر وباقى الدول العربية وتقترح لذلك ارسال كتيبة بريطانية الى مدينة العقبة لمنع اليهود من الوصول الى الخليج , وفعلا وصلت الكتيبة الانجليزية الى ميناء العقبة الأردنى على أن تتحرك فى الوقت المناسب لوقف التقدم اليهودى الا أنها ظلت فى ميناء العقبة دون أن تتحرك بينما استمرت القوات اليهودية فى تقدمها لاحتلال أم الرشراش وليكتشف بعد ذلك أن جلوب باشا قائد القوات الأردنية الانجليزى قد تواطىء مع العصابات اليهودية لاحتلال أم الرشراش بهدف الوصول الى منفذ على البحر الأحمر" .. انتهى.
ويقول المستشار حسن أحمد عمر أن مصر لم توقع أى اتفاق بخصوص أم الرشراش وهذا يعنى أن الباب مازال مفتوحا أمام المطالبة بمثلث أم الرشراش وأن التضليل الاسرائيلى بغرض اثبات حقوق لها بمثلث أم الرشراش والذى تبدده نصوص الحكم الدولى الذى صدر لصالح مصر فى مثلث طابا حيث أهدرت تلك النصوص الدفع الاسرائيلى الذى يزعم بأن بريطانيا باعتبارها الدولة المنتدبة على مصر وفلسطين قد اعترفت صراحة فى عام 1926 بأن الخط المحدد فى اتفاق 1906 هوخط الحدود وأن بريطانيا قد أكدت لمصر أن حدودها لن تتأثر بتجديد حدود فلسطين .. ونظرا الى سابقة الرجوع الى اتفاق 1906 من جانب مصر وبريطانيا عام 1926 وفى غيبة أى اتفاق صريح بين مصر وبريطانيا على تعيين حدود مصر وفلسطين فأن المحكمة فى أثناء التحكيم فى طابا أهدرت هذا الدفع كلية وأكدت أن المحددات فى اتفاق 1906 المستخدمة فى التصريحات المصرية البريطانية وقتها لايحملان معنى فنيا خالصا وانما يشيران فقط الى وصف خط الحدود دون الاشارة الى تعليم الحدود المنصوص عليها أيضا صراحة فى اتفاق سنة 1906 وهى السند التى كانت اسرائيل ترتكزعلى أنها الاتفاقية التى وضعت أم الرشراش ضمن أرض فلسطين.
فى اطار سعيها لعقد صلح بين اليهود والعرب اقترحت الولايات المتحدة فى عهد كيندى -1961-1963 - والذى كانت تربطه علاقة طيبة بعبد الناصر- 1956-1970- اقامة كوبرى يمر فوق أم الرشراش ويربط بين المشرق والمغرب العربى مقابل سقوط حق مصر فى المطالبة بهذا المثلث الاستيراتيجى ووقتها رفض الرئيس جمال عبد الناصر هذا العرض وقال : " كيف نستبدل أرضنا بكوبرى يمكن أن تنسفه اسرائيل فى أى وقت ولأى سبب ؟؟!!
الجبهة الشعبية المصرية لاستعادة أم الرشراش وهى منظمة مصرية تأسست قبل 15 عاما وتضم مجموعة من الباحثين والحقوقيين وأساتذة قانون دولى وجغرافيين جميعهم يؤكدون على أحقية مصر فى مثلث أم الرشراش وقد طالب الرئيس مبارك الاسرائيليين فى عام 1985 بالتفاوض حول أم الرشراش التى تؤكد جامعة الدول العربية بالوثائق أنها أرض مصرية وفى سنة 1996 أعلن الرئيس مبارك أن أم الرشراش مصرية كما كتبت نشوى الديب فى جريدة العربى المصرية.
من حق مصر الأن بناء على تلك الحقائق أن تثيرموضوع أم الرشراش خاصة وأنها جزء من الأراضى المصرية وليست أرضا فلسطينية استباحت اسرائيل احتلالها.ولايوجد بند فى اتفاقية السلام مع اسرائيل يمنع مصر من حقها بالمطالبة بأم الرشراش ولذلك نرى أنه من المناسب أن تفتح الحكومة المصرية ملف أم الرشراش والتفاوض مع اسرائيل لاستردادها واذا لم يجدى التفاوض يمكن لنا اللجؤ الى محكمة العدل الدولية للمطالبة بحقنا فى استرداد مثلث أم الرشراش ولاسيما أن عدد سكان ايلات الأن 57 الف نسمة ومن المحتمل أن يزداد فى المستقبل والحل الأن دائما أسهل من الحل فى المستقبل.!!!!.... ومن الممكن كبادرة لحسن نوايا مصر أن نسمح فيما بعد بمرور البضائع الاسرائيلية من خلال ميناء أم الرشراش.
إرسال تعليق