السبت، ٣ مارس ٢٠٠٧

عـودة الوعى

كتاب عودة الوعى لتوفيق الحكيم كتبه عام 1972 بعد
وفاة جمال عبد الناصر وقد كتب فيه تجاربه ومواقفة
من الحقبة الناصرية التي بدأت كما ذكر: يوم الأربعاء

23 يوليو1952 حتى يوم الأحد 23 يوليو1973
حيث يقول ان الشعب المصرى
كان فاقد للوعى وان هذه الفترة
لم يسمح لإحد ان يظهر صوته فى العلن مخالفا
لصوت عبدالناصر
وأعلن فى كتابة انه أخطأ بالسير خلف الثورة
قائلا :
العجيب أن شخصا مثلي محسوب على البلد هو من
أهل الفكر قد أدركته الثورة
وهو في كهولته
يمكن أن ينساق أيضا خلف الحماس العاطفي،

ولا يخطر لى
أن أفكر فى حقيقة هذه الصورة التي
كانت تصنع لنا كانت الثقة فيما يبدو قد شلت التفكير
سحرونا ببريق آمال كنا نتطلع إليها من زمن بعيد، وأسكرونا بخمرة مكاسب وأمجاد حتى غاب
عنا الوعي
اعتدنا هذا النوع من الحياة الذي جعلتنا فيه الثورة مجرد أجهزة استقبال ويقول أيضا :
كيف استطاع شخص مثلي أن يري ذلك ويسمعه وأن لا يتأثر كثيرا بما رأي
وسمع
ويظل علي شعوره الطيب نحو عبدالناصر أهو فقدان الوعي ,
أهي حالة غريبة من التخدير


ولقد لخص تجربتة فى عدة مقالات منها

السماح للسفن الإسرائيلية منذ عام 1964 بالمرور فى خليج العقبة
السماح للموظفين بشكاوى لرؤسائهم مما أدى لإنتشار الشكاوى الكيدية
القبض الصحفيين وعدم السماح بكتابة اى مقالات معارضة للثورة
هزيمة 67 وتخفيفها الى كلمة نكسة وما ألت اليه مصر من جراء هذه الهزيمة
حرب اليمن التى ارسل فيها جنود مصر ليقتلوا على جبال اليمن
الزج بالعارضين فى السجون وتعذيبهم وغير ذلك من المقالات والرد على
بعض الكتاب الذين استنكرو عليه ان يكتب هذا الكتاب بعد وفاة عبد الناصر
وأنه كان من الأولى أن يكتبها فى حياة عبدالناصر
الغريب فى الموضوع أن عبد الناصر كان يعتبره الأب الروحى لثورة 23 يوليو بسب روايته
عودة الروح التى كتبها 1933 ومهد فيه لظهور البطل المنقذ الذى سيجى الأمة من سباتها ولم يمنع
عبدالناصر أى من كتابات توفيق الحكيم حتى عندما أصدر كتابه السلطان الحائر بين السيف والقانون
عام1959 وبنك القلق عام1966 حيث أنتقد النظام الناصرى ودافع عن الديمقراطية بل منحة
قلادة الجمهورية
ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى وجائزة الدولة التقديرية للآداب
وعندما مات عبد الناصر وأثناء تأبينه سقط مغشيا عليه وأفاق وقال :
اعذرني يا جمال. القلم يرتعش في يدي. ليس من عادتي الكتابة والألم يلجم العقل
ويذهل الفكر. لن أستطيع الإطالة لقد دخل الحزن كل بيت تفجعا عليك.
لأن كل بيت فيه قطعة منك.لأن كل فرد قد وضع من قلبه لبنة في صرح بنائك

أننى لم أقرأ هذا الكلام الذى قاله فى تأبين عبد الناصر الإ بعد ان قرأت كتاب عودة الوعى
وتسألت لماذا يكتب
عن عبدالناصر وينتقد عصره وهو الذى كان يحبه وينزله منزلة الأب الروحى
لثورة يوليو...لماذا ؟. لا أدرى

الغلـبان

هناك تعليقان (٢):

Nosayba El-Sayed يقول...

Nice post.
I'm waiting to learn about more books you have read, since I trust your judgment to a good extent when it comes to books :-)

وفقك الله للخير و الصواب.
سلام.

مدونة الغلبـان يقول...

Thank you for ur comment
i don't deserve this compliment cuz it is very far away form the truth.
i try to read more books but it is life.